أظهرت نتائج دراسة علمية حديثة ان التحدث لمدة عشر دقائق مع شخص آخر يساعد على تحسين القدرات العقلية وأداء الشخص في الاختبارات.
لم يكن الهدف من الدراسة تعزيز الروابط الاجتماعية بين الناس، بل دراسة تأثير التمارين العقلية التقليدية في تعزيز الذاكرة والاداء المرتبط بالذكاء عند الانسان.
في الدراسة التي شملت 3610 من المتطوعين الذين تتراوح اعمارهم بين 24 و 96 عاما،
قام د. بارا وزميله د. بيرنستين باجراء تقييم للقدرات العقلية للمشاركين من خلال اختبار عقلي صغير، يعتمد على المعرفة الشخصية للمعلومات، واحداث الساعة وقوة الذاكرة، وذلك بهدف تعرّف العلاقة بين النشاط الاجتماعي للشخص وقدراته العقلية المختلفة.قيّم الباحثان التفاعل الاجتماعي للمتطوعين من خلال تقويم بسيط تمّ فيه طرح اسئلة بسيطة كحساب الوقت الذي يقضيه المتطوع في التحدث مع اصدقائه واقربائه على الهاتف، وعدد المرات التي يلتقي فيها بهؤلاء الاشخاص.
وأخذ الباحثان بعين الاعتبار عدة متغيرات اساسية في الدراسة كعمر المتطوع والمستوى التعليمي له، وعرقه ووضعه الاجتماعي ودخله السنوي، بالاضافة الى حالته الصحية العامة.وقد أُجري الاختبار على 76 طالبا من كليات جامعية مختلفة تتراوح اعمارهم بين 18 و 21 عاما،
حيث قام الباحثان بتقسيم الطلاب الى مجموعات، تضم كل مجموعة ثلاثة افراد. وبعد ذلك صنّفوا المجموعات في ثلاثة اقسام:- مجموعات النشاط الاجتماعي، ومجموعات الاداء المرتبط بالذكاء، والمجموعة الثالثة للمقارنة. وطلب الباحثان من مجموعات النشاط الاجتماعي ان يتفاعلوا مع بعضهم بعضا بالتحدث في مواضيع اجتماعية لمدة لا تقل عن عشر دقائق، قبل ان يتم اخضاعهم للتقويم. أما افراد مجموعات الاداء المرتبط بالذكاء، فطلب منهم انهاء ثلاثة مقررات على الاقل تشمل مهارات قراءة وكتابة مواضيع انشائية، بالاضافة الى حل احجيات كلمات متقاطعة. أما مجموعة المقارنة فطلب منها مشاهدة عشر دقائق من مسلسل كوميدي على التلفاز قبل الخضوع للفحص.
وبعد ذلك خضع جميع المتطوعين لاختبار يتعلق بالذكاء، ويقيس سرعة العمليات العقلية والذاكرة الفاعلة عند الشخص. وبعد تحليل الاختبارات تبين ان تفاعل الشخص اجتماعيا ولو لمدة قصيرة لا تزيد عن عشر دقائق يدعم الاداء العقلي له، ويؤثر بشكل مباشر على ذاكرة الشخص بشكل ايجابي.
ويضيف د. بارا:- كما تبين ان مجرد القيام بزيارة لصديق أو جار تؤدي الى الحفاظ على ذهن حاد وهو الامر نفسه الذي يؤديه حل احجية من الكلمات المتقاطعة.
أشارت نتائج الدراسة أيضا الى ان الانعزال الاجتماعي قد يكون له تأثير سلبي على الاداء المرتبط بالذكاء للشخص، بالدرجة نفسها التي يؤثر بها على صحته النفسية والعاطفية. ويبدو هذا التأثير واضحا لدى المجتمعات التي تميل الى زيادة مستويات الانعزال الاجتماعي لدى أفرادها
.
.